دراساته

 

نشاطاته المهنية

بعد أن أتم أنطون تابت علومه بمعهد الهندسة العالي في بيروت سنة 1926 سافر إلى باريس حيث التحق بمدرسة الفنون الجميلة العليا، وقد تردد بمواظبة على مكتب أوغيست بيريه لهندسة البناء.
عاد أنطون تابت إلى لبنان في سنة 1928 وأنشأ مكتبه الخاص. ولم تمض خمس سنوات حتى كان قد شيد مبنيين من أهم مباني الفنادق في الشرق الأوسط : فندق سان جورج في بيروت و فندق أوريان بالاس في دمشق.
وعند هذه المرحلة، يعتبر أنطون تابت من أوائل ممهدي الطريق لفن العمارة في لبنان وسوريا. فمبنى أوريان بالاس مثلا ً كان أول مبنى في سوريا يستعمل الباطون المسلح للفتحات الطويلة (10 أمتار في ذلك الوقت).
ونظرا ً لانعدام اليد العاملة المتخصصة في سوريا، كان أنطون تابت يضطر إلى أن يتدخل بنفسه في تفاصيل التنفيذ الأولية.
لم يكن أنطون تابت رائدا ً لفن العمارة وحسب، بل المهندس كذلك في مهنة المعماري إذ كان هنا من بين الأوائل الذين فكروا وعملوا كمهندسين معماريين بالمعنى المهني للكلمة.


كان لأوغيست بيريه تأثير بالغ على أنطون تابت ( مدرسة الحكمة، فندق سان جورج ). وإذ كان أنطون تابت قد تحرر في مجرى حياته من ذلك التأثير فيما يتعلق بهيكل البناء والقيم أو الواجهات فإنه مع ذلك قد حافظ بصفة عامة على قاعدة بيريه.
قد يلاحظ في فكرة مصنع بيرة في ضواحي بيروت تكلف مستوى من روح مدرسة بوهوس ( Bauhaus ) ومع ذلك، وأيا ً كان اتجاه ومصدر إلهامه، فإن فن أنطون تابت المعماري عرف تماما ً كيف يستوعب بيئته، ومثلا ً على ذلك كثرة استعماله للحجر المحلي في كثير من إنجازاته. كان أنطون تابت كما سبق القول من ممهدي الطريق لفن العمارة ومع ذلك لم يكف عن الإطلاع والبحث، ذلك أن فن العمارة الحديث باتجاهاته الفنية للجمال والوظيفة تملك إحساسه. وكان يدرس تلك الإتجاهات والسنن ويطبقها في الكثير من أعماله (وبصفة خاصة المجموعة السكنية في الحازمية) كما أنه أجرى عدة تصاميم من نوع « الواجهات الزجاجية » وتجربة في الهندسة المعمارية التنظيمية في مشروع النادي الريفي. ومع ذلك وفي أحد مشاريعه الأخيرة ( وزارة العدلية ) لازم أنطون تابت ما أشرنا إليه آنفا ً قاعدة أوغيست بيريه.

نشاطاته النقابية

بفعل حيويته وإدراكه المهني كان لا بد أن ينتبه أنطون تابت إلى الناحية النقابية لمهنته. وهكذا نراه يهتم فورا ً بالحركة الجديدة التي كانت تسمى في وقتها باسم « جمعية المهندسين والمعماريين ». وكانت هذه الجمعية تضم في عام 1930 حوالي المائة عضو. وكان مجلس إدارتها يتكون غالبا ً من نفس الأشخاص : جوزف نجار، جورج أبو شعر و عفيف سليمان. وبعد أن تحولت الجمعية إلى نقابة في سنة 1951 شغل أنطون تابت مركز نائب نقيب في أول مجلسين ( المجلس الإنتقالي في سنة 1951- 1952 وأول مجلس للنقابة سنة 1952- 1953 ) وفي سنة 1954 انتخب نقيبا ً ثم نائبا ً للنقيب مرتين ( 1961- 1962- 1963- 1964 ) كما ترأس مرارا ً فرع المهندسين المعماريين. وفي تأسيس وتركيز النقابة كان أنطون تابت يلعب دائما ً دورا ً رئيسيا ً. وفي وقت كانت فيه النقابة في لبنان في طور الولادة كان أنطون تابت يملك الروح النقابية الكاملة وهي مكونة خاصة من التجرد الشخصي والموضوعية التامة تجاه المشاكل.
وكنقيب للمهندسين، تميز أنطون تابت بتفكيره الجامح الذي كان يلخص بلباقة نقاشا ً طويلا ً ويفطن إلى أهم نواحيه، ثم يستخلص نتائجه العملية التي كانت تحصل دائما ً على موافقة الأعضاء بالإجماع. وكانت مواقفه ووجهات نظره تعبر دوما ً عن اعتداله واحترامه لآراء الغير.

© جميع الحقوق محفوظة 2024 – نقابة المهندسين في بيروت